حضرموت
ودورها الريادي في النهضة والتغيير
في جنوب الجزيرة العربية
من عام 1863م إلى عام 1967م
د. عبد الله سعيد باحاج
5 مايو 2011م
سنحاول بعون الله تعالى أن نعطي لمحات سريعة لهذا الموضوع، فلا شك أن القارئ الكريم يدرك مدى اتساعه وصعوبة تناوله بأبعاده ومحاوره المفصّلة وعلى ذلك فإننا سنطرح هذا الموضوع بصورة إجمالية من خلال محاور ثلاثة، وسيتضح لنا كيف كانت لحضرموت الريادة والسبق في النهضة والتحديث في جنوب الجزيرة العربية وربما في كل الجزيرة العربية. وهذه المحاور هي:
أولاً: العوامل المؤثرة في دفع الحضارمة نحو النهضة والتغيير قبل 1967م.
ثانياً: أهم الأعمال المنجزة في حضرموت في مضمار النهضة والتحديث منذ عام 1863م إلى عام 1967م.
ثالثاً: مسؤولية الحضارمة في كيفية الحفاظ على منجزات الآباء والأجداد وكيفية الاستفادة منه.
أولاً: العوامل المؤثرة في دفع الحضارمة نحو النهضة والتغيير قبل 1967م.
فلا شك أن هذه العوامل متعددة ومتنوعة ولكننا نوجزها في الآتي وبدون قصد في الترتيب:
1) أن فهم الحضارمة واستيعابهم لجوهر الدين الإسلامي ورسالته بأنه دين يدفع إلى الخير والصلاح واستقامة الأمور وتطويرها في الدنيا بغية الوصول إلى الخير والصلاح في الآخرة، وأنه لا صلاح في الآخرة بدون صلاح الدنيا. وهذا كان له أثر إيجابي في طلب الخير والسعي الصادق والجاد إليه بغية استقامة أمور الآخرة وصلاحها.
2) معايشة ومواكبة حضارمة المهجر للتحولات والتطورات التي شاهدوها وعايشوها في مهاجرهم فتمنوا أن تسود إيجابيات هذه التحولات في وطنهم حضرموت.
3) حالة البؤس والشقاء والمعاناة التي كان يرزح تحتها غالبية الحضارمة في الوطن حتى أواخر النصف الأول من القرن العشرين. وكان لابد من تغيير هذا الواقع.
4) الاضطراب السياسي والأمني والاحتراب الداخلي الذي شهدته أراضي حضرموت في المرحلة التي سبقت الحرب العالمية الأولى.
5) ظهور نخب اجتماعية وأنظمة سياسية في حضرموت حرصت على الأخذ بأسباب الرقي والتطور خلال النصف الأخير من القرن التاسع عشر ومن ذلك أنظمة الحكم التي أقامها كل من آل كساد وآل بريك وآل كثير وآل القعيطي.
6) انتشار وسائل حديثة وسريعة في العالم ساعدت على الانتقال بين البشر ونشر المعلومات والأفكار والأموال، مما ساهم في الاستفادة الإيجابية من الخير الذي لدى الآخرين ونقله إلى حضرموت.
ثانياً: أهم الأعمال المنجزة في حضرموت في مضمار النهضة والتحديث منذ عام 1863م إلى عام 1967م.
ونشير في ذلك وبعجالة إلى أهم محطاتها كما يلي:
العام المنجز
1863م تم إلغاء الرق ومنع استجلاب الرقيق إلى حضرموت. والتزم بذلك كل من الكسادي والقعيطي وآل بريك (أنظر عكاشة (محمد عبد الكريم)، قيام السلطنة القعيطية والتغلغل الاستعماري في حضرموت 1839 – 1918م، الطبعة الأولى، دار ابن رشد، عمّان، 1985م، صفــ264ــحة)
1886م أقيم أول رباط للتعليم الديني في حضرموت وهو رباط الحبشي في سيئون وكذلك رباط تريم وقد تضمن النشاط العلمي لهذين الرباطين دروساً في بعض العلوم الحديثة المتوفرة
1892م صدر أول كتاب مطبوع ومنشور لمؤلف حضرمي في المهجر بالهند هو عبد الله بن علوي العطاس وعنوان كتابه (الكلمات الحسان لمذاكرة الأخوان)
1902م دخول أول مطبعة حديثة إلى المكلا على يد الشيخ محفوظ بن عبده
1903م قيام أول جمعية حضرمية خيرية في المهجر بجاكرتا واسمها (جمعية خير)
1905م صدور أول مجلة للحضارمة في المهجر بسنغافورا تحت اسم (الوطن)
وكذلك قامت أول مدرسة للتعليم الحديث في حضرموت وهي مدرسة أهلية اسمها (مدرسة الخيرات) وذلك في بلدة تريس غربي مدينة سيئون
1911م صدرت أول صحيفة في حضرموت وتحمل عنوان (حضرموت) وقد صدرت في مدينة تريم
1915م أقيمت أول مدرسة حديثة في تريم وهي (مدرسة الحق)
1916م ظهرت (جمعية الحق) الخيرية الاجتماعية وهي أول جمعية تقوم في حضرموت وقد ظهرت في تريم
1918م أقيمت (مدرسة مكارم الأخلاق) للتعليم الحديث في الشحر وعموم الساحل وكانت أهلية ثم تحولت إلى حكومية. وهي أول مدرسة في الساحل
1920م أقيمت أول مدرسة حديثة في سيئون وهي (مدرسة النهضة) وهي أهلية
وكذلك أقيمت أول مدرسة حديثة في القطن وهي (مدرسة الهدى) وهي أهلية
1925م تم إنشاء مطار فوه وكان موقعه فوق الأراضي التي أقيمت عليها عمارات حي الصداقة أو الصديق
1927م عقد أول مؤتمر شعبي لأهالي حضرموت بداخل حضرموت وكان بمدينة الشحر وقد سمى
(مؤتمر الإصلاح الحضرمي الأول) بقصد حل مشكلات المجتمع الحضرمي والنهوض بأوضاعه
1931م تم تعبيد وتسوية أول طريق للسيارات في حضرموت وهو يربط بين وادي حضرموت والساحل ويمتد من تريم إلى الشحر ويصل طوله إلى حوالي (350) كيلو متر ويسمى (طريق آل الكاف)
أو الطريق الشرقية
1935م أقيمت أول مدرسة حديثة لتعليم البنات في المكلا وهي أهلية وكانت بمنزل
الشيخ عبد الله أحمد الناخبي
1936م تم إنشاء أول مدرسة حكومية حديثة لتعليم الذكور في المكلا وهي (المدرسة الابتدائية السلطانية) وتنقسم إلى قسمين مدرسة شرقية في حافة البلاد ومدرسة غربية في حافة برع السدة
وكذلك تم انشاء جيش النظام في المكلا وهي بمثابة قوات خاصة لحماية السلطان القعيطي
والدولة القعيطية بوجه عام
كذلك تم انشاء الفرقة السلطانية الموسيقية بالمكلا
1937م تشكلت الشرطة المدنية بالمكلا
كذلك تم استبدال اتفاقية الحماية الموقعة بين بريطانيا والسلطنة القعيطية عام 1888م إلى اتفاقية للاستشارة لا يسمح فيها للمستشار البريطاني التدخل في شؤون حضرموت الداخلية.
ثم انضمت السلطنة الكثيرية إلى هذه الاتفاقية
كذلك تم إقامة المجمع الأدبي في مدينة غيل باوزير برئاسة الأستاذ سعيد عوض باوزير
1938م تم إنشاء الجيش البدوي الحضرمي لحماية الحدود الحضرمية
كذلك تم إقامة نادي الإخاء والتعاون في الديس الشرقية
أقيم نادي للموظفين في المكلا
1939م صدر قانون سلطاني بعنوان (حفظ العاديات) لحفظ الآثار وإنشاء أول متحف في المكلا
كذلك أقيم نادي الإصلاح في كل من القطن والشحر
كذلك تم إنشاء (الشرطة المسلحة) أي الشرطة العسكرية في المكلا
كذلك أقيم نادي الاتحاد الثقافي الوطني بالشحر
كذلك أقيم نادي البلدة في الديس الشرقية
1940م أقيم نادي ثقافي بالمكلا باسم (غرفة المعلمين)
كذلك تم إنشاء أول مدرسة وسطى بالمكلا ثم انتقلت إلى غيل باوزير
كذلك تم إنشاء أول مدرسة حكومية ابتدائية للبنات بالمكلا
كذلك تم إنشاء جمعية اتحاد التلاميذ الأدبية بالمكلا
كذلك تم إنشاء مطار الريان
وكذلك في 8 إبريل من هذا العام صدر أول دستور لنظام الحكم في حضرموت
وسمى بقانون مجلس الدولة وهو ينظم العلاقة بين الحاكم والشعب
1941م تم إنشاء غرفة الثقافة في القطن
كذلك تم إنشاء المكتبة السلطانية بالمكلا
كذلك أقيم أول نادي رياضي في المكلا وهو (نادي الاتحاد)
1942م تم إنشاء المدرسة الحربية بالمكلا
كذلك أنشئت أول جمعية للنساء في المكلا باسم (جمعية نساء المكلا والساحل)
كذلك تم إنشاء محطة محلية للبث الإذاعي باسم (هنا المكلا)
وتنطلق من مبنى المستشارية وتصل إلى سوق المكلا
كذلك تم إنشاء نادي الشباب في الحامي
كذلك أقيمت المكتبة السلطانية في الشحر
كذلك تم إنشاء الجمعية الخيرية في المكلا
1943م تمت إنارة المكلا بالكهرباء لأول مرة
كذلك تم إنشاء مستشفى المكلا
كذلك تم إرسال بعثة طلابية من طلاب حضرموت إلى الخارج وكانت إلى السودان (معهد بخت الرضا)
1944م تم إنشاء مدرسة تحسين وتدريب موظفي الإدارة بالمكلا
كذلك أقيم النادي الأدبي في شبام
1945م أقيمت جمعية التعاون الخيري في المكلا
كذلك أقيمت جمعية الطلبة في القطن
1946م تم إنشاء اتحاد الشباب الحضرمي في المكلا
كذلك ظهرت (جمعية الإصلاح الخيرية) في الشحر
كذلك أقيمت مدرسة المعلمين في غيل باوزير
1947م صدر قانون سلطاني تحت اسم (قانون المجلس البلدي) للمكلا
كذلك ظهرت لجنة فتيات حضرموت بالمكلا
كذلك أقيمت لجنة مساعدة فلسطين بالمكلا
وفي هذا العام ظهرت ثلاثة أحزاب سياسية في حضرموت وهي
(لجنة حضرموت) في تريم
(الرابطة الحضرمية) في المكلا
(الحزب الوطني) في المكلا
1949م إقامة مكتبة المعارف وهي مكتبة عامة بغيل باوزير
1950م صدور قانون سلطاني باسم (قانون المعادن) ويهتم بإنتاج النفط والمعادن في حضرموت
كذلك ظهر أول مصنع للأسماك في حضرموت وهو مصنع بن كوير في خلف
1952م صدر قانون سلطاني باسم (المجالس المحلية)
1954م تم إنشاء اتحاد فيدرالي للمحميات الشرقية وهي (القعيطي والكثيري والواحدي والمهري)
كذلك تم إنشاء أول لجنة رياضية في المكلا
كذلك تم إنشاء مدرسة تحسين الوحدات الإدارية في المكلا
كذلك صدر أول كتاب مطبوع في المكلا وهو بعنوان (تسهيل الدعاوى في رفع الشكاوى) ومؤلفه محسن بن جعفر بونمي
1955م تمت إنارة مدينة سيئون بالكهرباء لأول مرة
1959م صدور صحيفة الطليعة بمطابع حديثة في المكلا
1962م تم إنشاء المدرسة الثانوية في المكلا
1965م قدمت إلى حضرموت بعثة مجلة العربي الكويتية وزارت كل من المكلا وسيئون وتريم وشبام ونشرت استطلاعات عن النهضة والتطور والتحديث في حضرموت في أعدادها ابتداءً من العدد (79) الصادر في يونيو من عام 1965م
1967م تداولت الصحافة المحلية أخبار عن مشروعات اعتمدتها السلطنة القعيطية بل ووفرت تمويلها ومن بينها رصف وتعبيد شارع المكلا العام وكذلك إدخال المياه العذبة إلى البيوت والمنازل في المكلا بدلاً من نقلها إليها عبر القرب والتناك. وكذلك بناء طريق أو جسر بحري يربط بين قصر السلطان ومنطقة القالدة في رأس المكلا بحي الشهيد خالد بن هامل (البلاد سابقاً)
ثالثاً: مسؤولية الحضـارمة في كيفية الحفاظ على منجزات الآباء والأجـداد وكيفية الاستفادة منه.
ونـقول في ذلك ما يلي.
1) لابد من المعرفة الموثقة لما تم إنجازه بالفعل دون مبالغة أو تقليل.
2) لابد من حفظ هذه الإنجازات موثقة في كتابات ودراسات متواصلة.
3) لابد من الاستفادة مما فيها من خير وتطويره وعدم الاستهانة به وهي مسؤولية كل ذي بصر وبصيرة وكل ذي علم ومعرفة ومقدرة.
