همستْ بأذن الشمس حين تثاءبتْ
وتطايرتْ آهاتُها بسماك
وتبسمتْ في حلّةٍ من عسجدٍ
سبحانَ مَنْ بالعزّ قد حلاّك
وتمايلتْ فتساقطتْ شُهْبُ السَّما
شوقاً لتعلنَ أنها تهواكِ
والكونُ كلُّ الكونِ مزهوٌ بها
تُهدي النسائمُ ريحَها لصباك
يتضاحكُ الليلُ الطروبُ مغازلاً
أنوار ثغرٍ باسمٍ لرؤاكِ
ضمّيه في محراب عشقك إنه
عبدٌ أناخ مطيَّه بفناكِ
الوجه مثل الشمس في عليائه
والحسن لم يُعرَف لنا لولاكِ
يا مريم الطهر التي أنوارُها
لاحتْ لعاشق حسنِكِ الفتّاكِ
لم يبصر الإنسانُ في عهد الصبا
إن لمْ يداعبْ جفنَه جفناكِ
وتطاولت أيدٍ يحركها الهوى
فتمايلا من رِقَّةٍ نهداك
مشتاقة ليضمَّها مَن بالهوى
أمسى قتيل الحبِّ ما أقساكِ!
ردِّي عليه الروحَ قومي فانفخي
عذباً سَيَحيى ما يُقبِّل فاك
قتْلُ الحبيبِ من المحِبِّ جريمةٌ
مَن يا ترى بالحِلِّ قد أفتاكِ؟
وأباح إزهاقَ النفوس بريئة
قولي لنا: بالكفر من أغراكِ؟
لا تحسبوا أنّي قُتلتُ بصارم
لحمي مريرٌ لا يسوغُ لِلاكِ
لكنها نظراتُ مَن جمعت معاً
طيبَ البخورِ وقامةَ الآراكِ
لو شابهتْ ليلى فُتاتَ جمالِها
ما لمتُه المجنونَ في الإدراكِ
لو أن وجهك لامسته يدُ امرئ
سيموت حين يموت لا ينساك
ولربَّما أوصى بنيهِ بحبِّك
والجارَ والأحفادَ، ما أدراكِ؟
يا من على ذرو الجمال تتوّجت
وتفاخرت لله ما أقواك!
حُزتِ المحاسنَ والمفاخرَ كلَّها
كم ليلةٍ طابت لنا بلقاكِ